في الأربعينيات من القرن الماضي شيد سد اسمنتي بدل الحواجز الترابية التي كان سكان منطقة مقطع الحجار قبل تشييد المدينة الحالية يحافظون بها على مياه الأمطار من التسرب للإستفادة من الزراعة ، ومنذ ذلك الوقت وسد مقطع الحجار أحد أهم المعالم البارزة في المقاطعة ، يقع جنوب المدنية و يلاصق أبنيتها بل يتداخل معها و يعتبر الشريان الإقتصادي لمقطع الحجار مدة عقود من الزمن قبل أن يخف دوره بشكل بارز بفعل نقص الإهتمام ، وإجهاد التربة ، وتفشي الأعشاب الضارة ، ونقص الخدمة من العمليات الزراعية العصرية كالتسميد ومكافحة الأفات ، وغياب كامل لغستخدام الآلات الزراعية الحديثة ، ومع ذلك وبأساليب تقليدية ظل طوال تلك الفترة يغذي المدينة بالمحاصيل الضرورية والتي تدخل في غذء أهل المنطقة كحبوب الذرة البيضاء والمسامة محليا "بالزرع" بنوعيه " بشنه وتقليت" والفاصلويا (آدلكان) و بعض أصناف القرعيات (الشمبان) و غيرها من المحاصيل بالإضافة الى توفير علف الحيوانات المتمثل في بقايا محاصيل الذرة والفاصلويا والمستخدمة على نطاق واسع في غذاء الحيوانات بعد نفاد كمية العشب الأخضر من المراعي .
كان موسم 2013 آخر موسم شهد غمرا للمياه بشكل كبير في وقت مبكر وأدى الى اتساع رقعة المياه لتدخل أجزاء من احياء المدينة الأمر الذي نتج عنه نزوح الكثير من الأسر ، لكن السكان فرحين رغم ذلك ويأملون بموسم زراعي ورعوي جيد
الزراعة مطرية موسمية حيث ينتظر السكان هطول الأمطار الموسمية في فصل الخريف لتتجمع المياه القادمة من روافد السد في المساحة المزروعة المترامية الأطراف والتي تقارب 2000 هكتار ، الروافد هي وديان تقع جنوب المدينة على امتداد كلمترات عدة تزود السد بالمياه تلقائيا بوصفه الحاضن والوجهة الطبيعية لتلك المياه ومن أهم روافد سد مقطع الحجار وديان "كندفه" و "النوادات" و "أشايف" و"أودي الزمت" وغيرها.
وعند موعد الزراعة تفرغ المياه المتجمعة عبر منفذ السد الواقع من جهة الغرب حيث تتسرب المياه الى فضاءات شاسعة يستفاد منها في الزراعة بأنواعها عبر واد " الكراع" وصولا الي تامورت كيمي التي تبعد 15 كلم غرب مقطع الحجار .
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق