ولد بلال: يدعو إلى محاربة الدعايات السياسية المغرضة

0
الوزير والدبلماسي الأسبق محمد فال ولد بلال
دعا السياسي والوزير السابق محمد فال ولد بلال الشباب إلى محاربة الدعايات التي تقضي بأن لكل قرية أو قبيلة مكتب تصويت عليهم توجيهه للحزب الحاكم.
جاء ذلك في تدوينة نشرها الوزير في إحدى مجموعات  الفيسبوك وكتبها تحت عنوان: يا أهل القرى اسمعوا وعوا


وهذا نص التدوينة:
يا أهل القرى،، اسمعوا وعوا!
كثيرا ما نسمع من يقول : "احذروا يا أهل فلان، فهذا المكتب مكتبكم ومحسوبٌ عليكم. أنتم من تصوتون فيه وحدكم! إن كانت نتيجته حسنة فلكم؛ وإن كانت سيِّئة فعليكم"! احذَروا على مصالحكم !  وتارة نجد من يقول : "مكتب الفلانيِّين جاء بنتيجة جيِّدة، أمّا مكتب أهل فلان فنتيجته ضعيفة، والعياذ بالله! وتارة نسمع كلاما من قبيل : "أيو؛ نحن عملنا ما علينا وصبَبنا أصواتنا كاملة غير منقوصة، وننتظر المكافأة من الحزب والإدارة.. ننتظر حفر بئر هنا أو فتح دكان "أمل" هناك أو تعيين! ويقول "ممثل" القرية، وهو في العادة من أصحاب الحظوة لدى "الكبار"، ويؤدِّي دَور الوسيط والسمسار بين "القادة" والناخبين، يقولُ وقد وضع في جيبه نصيب القرية من العملية الانتخابية كلها : "أتريدون مني أن أضَحِّي بمصالح القرية وأصَوِّت ضد الحزب"؟ أو يقول : "إننا بتصويتنا للحزب نؤمِّن أنفسنا من نزوات الإدارة، ونتطلع إلى المزيد من إنجازات الدولة ومشاريعها وتعييناتها مثل غيرنا من البلدات والقرى"! إلخ،،،
أدعو الشباب إلى محاربة هذه الدعايات التي ترسخت في قلب المجتمعات والبلدات منذ تسعينيات القرن الماضي، ولكنها تتجدَّد وتزداد مع كل استحقاق. أدري أنَّ الغرض من مكاتب التصويت في الرِّيف هو تتبع الناخبين وحرمانهم من حقهم في سرية التصويت والانفراد بالرأي، وتذويب الإنسان في معمعان القبيلة والقرية، وإعطائه الانطباع بأنَّ تصويته مكشوف ومعروف من خلال نتائج المكتب، إلخ،،، ولمواجهة هذه الدعايات المغرضة، أنصح الشباب بالعمل على إقناع الشعب بأنَّ هذه الأساطير في معظمها - ولا أقول كلها - دعايات وتهديدات وأباطيل يُراد بها التهويل والتخويف وتعظيم موقف الحزب ورجاله.
1- كيف يكون التصويت ضد الحزب عملا مناوئا للدولة؟ أليست الدولة هي من قررت إجراء الانتخابات؟ ألم تقل إنها حياديّة تماما؟ ألم تقل إنها تقف على نفس المسافة من الأطراف كلها؟ ألم يقل الرئيس أكثر من مرة بأننا دولة ديمقراطية و أنّ انتخاباتنا حرة ونزيهة؟ ألم تدعُنا الإدارة إلى حرية الاختيار؟ ألم تحثُّنا وسائل الإعلام الرسمية واللجنة المستقلة على ممارسة حقنا في التصويت الحُر؟ ألم تستقبل الإدارة لوائح المرشحين من خارج الحزب؟ ألم تأتِنا صناديق الاقتراع من عندِ الدولة؟ أوليست بطاقات التصويت من عندها؟ وكيف للدولة أن تبذل كل هذه الجهود الإدارية والإعلامية ويأتينا بعد ذلك من يقول لنا: ويْحَكُمْ؛ احذروا التصويت هاهنا وهاهنا! كيف تنفق الدولة كل هذه الأموال لأجلنا، ولأجل أن نصوت بحرية، ثمَّ يأتي الرَّفضُ من عندنا؟ أيُعقَلُ هذا؟!
2- قد يقول قائل بأنّ أفعال الإدارة تنفي أقوالها.. وهذا صحيح؛ ولكننا نحن السبب! إننا نرفض الديمقراطية والحرية كما ترفضها الحيوانات الأليفة. ألم تشاهد، أخي الكريم، أنّك كلما طردتَ وأبعَدتَ القطط أو الديوك عن قعر خيمتكـ أو بيتكـ عادت إليكـ؟ ألم ترَ أنك كلما أخرجت العجول من الحظيرة أو أطلقت رِباق اللَّقُ .. عادت إليكـ! وكذا الحمير والبقال والبقر والغنم، وسائر الحيوانات الأليفة،،، كلما أطلقت سراحها وأبعدتَها لتستغِل حريتها.. عادت إلى المراح طَوعا! فالمسؤولية هنا ليست مسؤولية الدولة، بل هي مسؤوليتنا نحن.. لماذا لا نقول للإدارة: إن كنتِ صادقة فيما تدَّعين من عدالة وإنصاف، فإننا نختار الأفضل عندنا؛ وإن كنت كاذبة ومخادِعة، فالتصويت ضدكـ أولى!؟ ولماذا نتصامم عن ما تقوله الدولة في العلن من أنَّها حيادية، وننصاع طائعين لما يتَمتِم به بعض أعوانها تحت الطاولة من تحذير وتخويف وتهويل؟
وفي الختام، دلوني يرحمكم الله على قرية أو بلدة واحدة نالت جل مطالبها وتغيرت أحوالها إلى الأحسن بسبب أنها صوتت للحزب؟ وأروني قرية واحدة دُمِّرت أو أبيدت لكونها صوتت بأغلبية أو بنسبة معتبرة ضد الحزب؟ معظم ما يقال في هذا الشأن - ولا أقول كله - تهويل وتخويف وتعظيم لشأن الأفراد،،، أبشِر أيها المواطن ؛ كن إيجابيا وصوِّت بما يمليه عليكـ ضميركـ. ولا تخَف! إنهم لن يحرقوا كوخكـ، ولن يقطعوا رزقكـ، ولن يأخذوا ما معكـ من ماعز أو حرث أو "صريت" أو معمل لإصلاح العجلات،،،
اسمحوا لي،،، لقد أطلتُ عليكم!

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق